ستائر نبيذيه|wine curtains
2 parts Ongoing تعبرُ فوق صدركَ لحظاتٍ ثقيلة كشاحناتٍ معبئةٍ بالحصى والرملِ والحجارة، تستشعرُ فيها بأن في داخل قلبك ثقبٌ أسود، يبتلع كل محاولاتك للنجاة والهروب والفرح. فوهةٌ عميقة، مهما حاولت ردمها بالموسيقى والأصدقاء والنُكات، بمسلسل ما بأعقاب السجائر، بالحب لكنها أبدًا لا تمتلئ. في سلسلةِ قلبك هنالك حلقة مفقودة، تمضي العمر كلهُ وأن تبحث دون أن تجد إليها دربًا.
أحيانًا تمر عليّ لحظات أُصاب فيها باليأس من إعادة بناء ما تهدّم، فلم أعد وقتها أملك الرغبة في خوض نقاش عقيم، أو إصلاح صدعٍ لا يُرتق، أو توضيح ما التبس من أفكار، صِرتُ أرى المحاولاتَ كلها بلا جدوى، كمن يحاول ملء إناءٍ مشقوق. فبعض الأشياء لا تُصلح بالكلام، والمفاهيمُ المغلوطة تترسّخ مع الزمن، ربما يكون الصمتُ هو الحلّ الأخير، حين تفقد الكلماتُ معناها.
كان طفلاً شغوفاً لديه الكثير من الأحلام أتعجب كيف أصبح ما هو عليه اليوم وكيف تحول هذا التحول المهول لا أعلم ماذا فعلت به السنين وكيف قتلتْ كُلَّ طموحاته ودفنتهُ وإياهم في قعر الجحيم ولكني أعلم أنه ما عاد ذاك الفتى.
يحملُ ملامحًا باهتة لا توحي لك بشيء، ورغم كل النيران التي بداخله لا يُبدي بأيّ ردِ فعل ولا يتحرك، ساكنًا بمكانه لا يأبه لما سيحدث، كما لو أنه انهزمّ بالمعركة وما عاد يكترث بالخسائر،