
خمسة شقيقات... وُلدن في رحم الألم، ونشأن على موائد الحرمان. كنَّ كزهورٍ اقتُلعت من تربة الطفولة قبل أن يكتمل تفتحها، فألقت بهن الأيام في صحراء قاسية لا ظل فيها سوى ظلٍّ صنعنه بأنفسهن. كأن القدر لم يكتفِ بحرمانهن، بل أراد أن يصوغهن كمعادن نادرة؛ يُطرقن بالنار فلا يزدن إلا صلابة، وتغمرهن العواصف فلا يزدن إلا ثباتًا. في دنيا لا تعترف إلا بالذئاب، غَدَونَ نسورًا لا تخشى العلو، ورموزًا يُرتجف عند ذكر أسمائهن. أوركيد... زهرة من فولاذ، تتفتح بين الدم والرماد. نيار... جمرة حمراء تحرق كل من يقترب دون عشق. ليل... هدوءٌ يخفي وراءه عاصفة من برقٍ وصواعق. ملاك... تمردت على اسمها، فصارت تحمل أرواح الفصول كلها في مزاجٍ واحد. تولين... نزيفٌ صامت، ينثر حبره على ليلٍ لا ينتهي. وإن كان الماضي قد جردهن من البراءة، فقد منحهن بالمقابل إرادة من حديد. إنها ليست مجرد رحلة انتقام، بل حكاية صراع بين الظلام والنور، بين قلبٍ اعتاد الجليد وقلوب تبحث عن دفءٍ لم يعرفنه. فهل يظل الانتقام هو الجواب، أم أن الحب سيأتي في هيئة معجزة لا يتوقعنها؟ هذه الحكاية ليست حكاية نساء فقط، بل حكاية قدر، وحرب، وقلوب تصر أن تُعيد كتابة معنى الحياة. ---All Rights Reserved