أف لهذه الدنيا يحبّها من يخاف عليها، ومتى خاف عليها خاف منها، فهو يشقى بها، ويشقى لها، ومثل هذا لا يكاد يطالع وجه حادثةٍ من حوادث الدهر إلا خيّل إليه أن التعاسة قد تركت الناس جميعاً، وأقبلت عليه وحده من يحتمل هذه الدنيا؟ من يحتمل غطرسة المتكبرين، والطغاة، وآلام الحب المخذول، والانتظار الطويل، واستحالة العدل، وهزيمة الرقة أمام الوحشية، وكل تلك الأنانية، وكل ذلك الظلم إننا أحيانًا قد نعتاد على الحزن والغدر في هذا الزمان، حتى يصبح جزءًا منا، ونصير جزءًا منه، وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان، ويفقد القدرة على أن يرى غيرها، ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف أن اللون الأسود جميل، ولكن الأبيض أجمل منه، وإن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر، والخيال، ولكن لون السماء أصفى في زرقته، فابحث عن الصفاء، ولو كان لحظة، وابحث عن الوفاء، ولو كان متعبًا، وشاقا، وتمسك بخيوط الشمس حتى، ولو كانت بعيدة، ولا تترك قلبك و ثق بالله فهو المنجيAll Rights Reserved