في قلب قصر الفهد الرائع، وبين جدرانه الرخامية وأروقته الفخمة، أعلنت الحياة عن قدوم ملاك جديد إلى هذا العالم، فتناغمت الأضواء لتستقبلها بين أذرع حب العائلة. كانت الفتاة صهباء، تملك جمالًا يشبه الأميرات من القصص الخرافية، حيث اتسمت زمناً بجاذبيتها الفتانة وأناقتها الخالدة.
ولكن قبل أن تتذوق طعم الحنان الأبوي، فارقت أمها وأباها هذا العالم، تركوا خلفهما تلك الفتاة الطفله البريئة التي لم تكن قد أكملت حتى أسبوعها الأول. بقيت تلك الطفلة الجميلة تحت رحمة خمسة من أخوتها، تتلألأ نورًا يمتزج بالحزن والفقد، برغم ذلك اشتعلت داخلها شمعة أمل لا تنطفئ.
وهكذا، ترعرعت في أحضان عائلتها، تحت سقف قصر الفهد الذي انفتحت فيه أبواب الحنان والحماية
كانت نورا مثل القمر في ليالي الظلام بين أخوتها، وبينهم كان هناك علاقة خاصة مع أخيها الكبير علي، الذي كان يعتبرها كنزًا لا يمكن تبديله. علي، الذي يملك قلبًا كبيرًا وشجاعة لا مثيل لها، كانت عندها المدللة والمحبوبة بينما كان يمتلك جانبًا غاضبًا لا يتسامح في حق من تثير غضبه.
حنانه لها كان كلمة تعبر عن بحر من المشاعر الجياشة الذي يغمرها بكل التفاصيل الصغيرة والعناية الدائمة التي لا تنضب. كان يفوح منه حنان لطيف كأنه أمانة كبرى حملها على كتفيه وجعلها دومًا تشعر بالأمان