بدا العالم والضجيج الخارجيّ كشيءٍ ثانويٍ هما بغنىً تامٍ عنه، وكأنّ لا وجود لشيء سوى اعينهما التي افاضت بمشاعرٍ جيّاشةٍ عظيمةٍ لازالَ كلاهما يجهل هويّتها. كما جهلا اللحن الغريرَ البديعَ المُطَهّمِ الصادر من قلبيهما. وجهلا الشغفَ والوَجدَ الذي غُمرَت بهِ اعينهما. لقد كانا جاهلين. غافلين عمّا يحدثُ في وجدانيهما. لقد كانا غافلينِ عن كونهِ المطيَّةَ السرمدية..