#قفل_و_مفتاح
ثم قالت له:
الآن! تغزوني رغبة في الرسم بشبه ألوان و نصف كراس، أريد أن أكتب لك و أبوح بما يختلج روحي، أريد أن أتصالح اليوم مع بوحي!
و أنا أنبش في متن الورق عن جميل الصدف، عن رجل من غيوم اللهفة كان يغرد حولي، عن ناي عتيق الوجع.
أبحث عن دليل واحد و أنا أوزع حواسي خفية في كل مكان، عن زيتوننا الأخضر، عن رمانة غرسناها معا، عن صفصافة لا تموت، أبحث عن دليل واحد لوجودك حولي... ربما قلم أهديته لي، ربما منديل!
لا شيء هنا يناسب قلبي نصف الكلام يُقال و النصف الآخر تنهيدة، الكون كله يلعن هذا البُعد و يشتم غبار الرصيف...
دائما ما يتبادر لذهني السؤال المحير ذاته!
لماذا نتعلق بأشخاص غير متوفرين؟
لماذا نحب من ليسوا لنا، لماذا نختار من لا نعني لهم شيئا، لماذا نورط أنفسنا و نرسم خارطة الحب بأعين عمياء!؟
لماذا يصبح اللقاء صعبا و التواصل أصعب بمجرد أن نعلن حاجتنا لشخص واحد بين الحشود؟
لماذا ننتشي و نحلق عاليا في سماء الحب و الشوق ثم يفلت أحدنا الآخر في منتصف اللهفة بحجة بالية و أعذار بسيطة جدا كأن تقول: لست وحدي، أنا مشغول، نتحدث لاحقا، في منتصف الغصة يتأجل الحديث ولاحقا لا تأتي إلا بعد احتراقي!!!
يا من توهجت عيناي برؤيتك لماذا اليوم أبكيت أحداقي!!
الحب يأتي مرة واحدة بتلك الطريقة الجارفة و كل ما بعده محاولات فاشلة لسد الفراغ، و نحن من اخترنا الوفاء لا يعوضنا أحد و لا أحد يعوض من أحببناهم.
و عليك اليوم أن تختار إما أن تستعمل كعلاج فاشل لسد فراغ قلب ما أو تفهم أن القلب الذي اختارك و اخترته كان غير عاجز عن اختيار غيرك، فقط كنت تشبهه، و أتيت في اللحظة المناسبة، على قدر التمني و الحلم، كدعوة مستجابة.
كمشة انتظار بيننا... كمشة انتظار.