ماذا لو كان البشر يعيشون في غابة معتمة... أشجار عملاقة وأوراق تغطي أي نور قد يصل لهم، أرض موحلة، نيران تأكل أغصان تلك الأشجار يتغذون على الحقد والدماء ويجيدون قتل بعضهم البعض فقط كحرب حيوانات جامحة ضخمة يأكل فيها الأقوى القوي والضعيف على حد سواء لا مخالب، لا أنياب وبلا عويل ... فقط صوت إنفجارات واغلفة رصاص ترتمي على الأرض ورائحة بارود تلوث الجو وأجساد تتساقط وتتناثر تماما كما الرماد الذي يزيد من النار حولهم لهيبا هل يبدو ذلك دراميا؟... حسنا، ذلك ما يحدث الأن وفي الماضي ومستقبلا، سيتناول الإنسان أخاه حيا لو إضطر لذلك لكن الثغرة التي لم يلاحظها الكثير الأقوى يعيش والضعيف يداس على رأسه والقوي بكل بساطة يتكيف ويكتسب الليونة ليتناسب مع كل الأكواب التي ستضعه بها عادة ذلك القوي الذي يأتي في المنتصف فلا يقدر على حكم البقية ولا يقدر أحد على إلتهامه يأتي على شكل وحش جامح بلا عقل يحتاج سيدا ليحكمه وحش ... جندي، عبد حاشية، جيش لديه الكثير من التسميات لكنه يبقى آداة لنيل شيء واحد وهو السلطة يخضع لنظام وترتيب هرمي وحياة لا تسمح له بتسلق ذلك الهرم لكن ماذا لو نفضنا الغبار عن الملامح المشوهة للجندي وتجاهلنا الملك الشغوف المرسوم بألوان زيتية عالية الدقة وننجرف بعيدا عن القصص الملحمية للضحايا والضعفاء