شاردة تنظر بلا تعابير للقبر أمامها، السماء تلقي بامطارها عليها ربما هي تشفق على حالها فتسكب امطارها لتغطي على الأمطار التي تذرفها مقلتيها التي أخذت تنجرف بوجهها بلا إذن منها : عند هذا القبر رقدت خليلة هذه المرأة تلك التي عرفت بقسوة داخلها، المشاعر بالنسبة لها هي مهزلة ستضيع وقتها لذا لم تخضع لسلطانها، كانت متمردة تقود حياتها بعقلها كانت ظالمةً مستمرةً بأسر قلبها في زنزانة مظلمة، امرأة عصفت الایام بها حتى أضحت طقسها بارد من الداخل لم يسبق لها أن جعلت من الدفء يغزو أركانها، بلا تعبير هي، قليلة الكلام وكثيرة الشرود استمرت بالسير وحدها في صحراء حياتها حتى تقاطعت طرقها ببساتينها سلكت الطريق لداخلها محضرة معها الدفء الذي اذابه شعلة الحب التي اشعلتها بقلبها نارها لم تخمد للان حتى وهي الآن تعانق الثرى، كسرت الاغلال التي عانقت قلب تلك المرأة واستبدلت عناقها بالاغلال بجعلها معانقةً لقلبها، كما أخبرتكم لم تكن من رواد الكلام ولكنها معها اضحت ثرثارةً تلقي بأشعار تنظمها تطرب خافقها، كانت فتاة تهوى العزف فعزفت مقطوعة الحب على مسامعها فاوقعتها لها ، ظنّ كلاهما أن الحياة ابتسمت لهما ولكن كان القدر دنيئاً معهما ظالماً بحقهما كان القدر لئيماً لم يرضى بزهرته التي أزهرت حياتها فاقتلعها من جذورها حتى