لم يكُونوا في حياتنا شيئاً عابراً لننساهم بهذهِ السلاسة وكأنهم لم يكونوا يوماً، لم يكُونوا حلماً عابراً، هؤلاء هم من دمعت أعيننا لأجلهم هؤلاء هم من رُسمت ضحكاتنا في وجودهم وهؤلاء هم من سجدنا ندعو الله ألا يفارقونا يوماً، بسماتهم كانت شفاءً للنفس كانت بهجة للروح عندما تفقد بهجتها كانت تعيدك للحياة من جديد وتجعلك في أعلى قمم السعادة هؤلاء هم من قضينا عمرنا بجانبهم فكيف لنا أن نتحمل رحيلهم؟! الفراق حديثه الصمت وعندما يفيض بنا يكون لسانه الدموع لا ندرى أنبكى عليهم أم نبكى على أنفسنا القلب كان ملكاً لهم هم ولكن عند فراقهم يصبح القلب فارغاً باهتاً كأنما هو متعلق بهم وحدهم وكأن الأرواح كانت متصلة بحبل من الوداد فانقطع ذاك الحبل فجأة فتمزقت قطعة من روحك فتتقيد بألم كبير وحزن لا يفارقك أبداً حتى وإن تظاهرت بعكس ذلك.. تغيب شمس الأحبة عن سمانا فيصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس، يصبح الكون كله دون أيّ ألوان وملامح أو أصوات، لم يعد سوى صدى أصواتهم ترنّ في أذانِنا، لم نعد نرى سوى صور وجوههم، لم نعد نتذكّر سواها، لم نعد نتذكر سوى نظرات أعينهم عند وداعنا.All Rights Reserved
1 part