في قرية نائية يحيا الدكتور مخلص رمزا للمحبة و السلام، لا يخطر على بال أحد أن مثل هذا المكان سيخلد مسرحا للمآسي. يجتمع مخلص بعلي، و بدا أن الحياة غدت أجمل ... أجمل من ابتسامة مخلص الودودة، أجمل من الأهوال القابعة بتقاسيمها، أجمل من خوف علي من هذا الرجل الغريب. توقف القطار المريب أخيرا و آن لي أن أغادر، غادرت تلك الرفقة المشؤومة، صارعت بابا ضخما مهيبا، أدافعه بكل إرادتي لأقتحم القصر الأسود الذي يقف شامخا و هو يطعن السماء، سماء الغروب المكفهرة العابسة، غادر القطار سريعا و بقيت وحدي هناك، طعامي المفضل بالضبط و صديق لم أر في مثل خُلُقه أحدا، ثراء و منصب و أسرة و حب، كل شيء مثالي هنا ... مثالي بشكل مرعب! الفراشات تحط على الورود و الأزهار في حديقة القصر الأسود، أبواب موصدة، حدائق ... و حرائق ... جثث معلقة و دماء، سماء مكفهرة و عشب باهت ... رجل لا يدري أحد منا ما بخلده، ألا ترعبك قدرات تلك الشابة؟ أليس مريعا أن كل ما تكتبه يتحقق؟ "و حينما تعانقه فتضمخ بالدماء، حينها فقط ستدرك من قتلت ..." "فقط حينما يعود السوار ... سيدرك الجميع من كان مخلص حقا" الإهداء : إلى كل بصير بين العميان، إلى كل غريب عن هذا العالم المتناقض حر من الكذب و الحماقة، إلى كل صديق صدوق و خل وفي، إلى كل نزيه و مخلص أهدي هذا الكتاب.