مسكت السكين الصغيرة ذات اللون الزهري. كانت تبدو لطيفة، لكنها كانت حادة بما يكفي لقطع أوردتها. باليد الأخرى، حملت كأس النبيذ الذي سكبته لترفع نخب بلوغها عامها الثامن عشر. في مثل هذا اليوم، كان يفترض أن تزينها الابتسامة، لكن ملامحها بدت جامدة، عصية على القراءة. في الخلفية، عزفت ألحان بيتهوفن الصادرة من جهاز التسجيل متداخلة مع صوت ارتطام أمواج البحر بالصخور. كان هذا المزيج كافياً لرسم ابتسامة صغيرة على وجهها. تقدمت نحو الكنبة الفردية، ووجهت نظرها إلى الخارج، حيث امتد المحيط أمامها بلا نهاية همست بصوت خافت "وداعاً أيها العالم." ببطء شديد مررت السكين على معصمها. شفتاها افترقتا بألم، بينما ظلت ملامحها جامدة، كأنها تحمل كل برودة العالم. بدأت دماؤها تتسرب من معصمها، متدفقة على الأرضية ملطخة الرخام الأبيض الناصع. كانت تمسك الكأس في يدها الأخرى بهدوء مخيف. لم يكن الحزن هو ما دفعها إلى الانتحار بل إدراكها أن حياتها بأكملها كانت كذبة كذبة حبكتها لها الحياة وصدقتها هي لسنوات طويلة. قررت أن تضع نقطة نهاية لهذه القوقعة الوهمية التي فيها، ونقطة نهاية لحياتها أيضاً. رفعت يدها الحاملة للكأس، متأهبة لرفع نخب عيد ميلادها، ويوم موتها كذلك. __________ تحذير الرواية تحتوي على : -سبب وضع تصنيف البالغين- - مشاهدAll Rights Reserved