_________________
بدأت قصتهما قُبيل تلك الحرب الشنيعة، حيث كان الظلام يخيّم على الأفق، والقلوب تتوق للحرية. كانت هي أسيرة، لكن دماء الحرية التي كانت تسري في عروقها أبت الانصياع للقيود، وكأنها تحمل في داخلها روحًا لا تُقهر.
كانت تنظر إلى العالم من خلف القضبان، عينيها تلمعان بالأمل والعزيمة. في كل يوم، كانت تحدق في السماء الزرقاء، تتخيل نفسها تطير بعيدًا، تحرر أحلامها من الأسر. ومع كل لحظة تمر، كانت تتبادل الأدوار معه، تجعل قلبه المتغطرس تابعًا لها برغم قيوده.
كان هو، ذلك الأمير المدلل، يعيش في عالم من الرفاهية. ولكنه، في لحظة شرود منه، أدرك أنه أصبح أسيرًا لإبتسامتها. كانت تلك الابتسامة كالسحر، تخترق دفاعاته وتجعله يرى العالم من منظور جديد. لم يعد بإمكانه تجاهل قوة شخصيتها، التي كانت تدعوه للخروج من قوقعته، لتمنحه شعورًا لم يعرفه من قبل.
في تلك اللحظة، أدرك أن الحواجز التي وضعها لنفسه لم تكن أكثر من أوهام، وأن قلبه بدأ يتفتح أمام جمال روحها. كان في البداية يعتقد أنه القوي، لكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بأن ضعفًا غير متوقع يزحف إلى قلبه، حيث أصبحت هي القوة التي تسحبه نحو النور.
ومع كل نظرة، كل ضحكة، وكل لحظة قضاها معها، بدأت تلك الحرب الشنيعة تتلاشى في الخلفية، ليظهر أمامه عالم جديد، عالم من الأمل