منذ صغري كانت دومًا امي تحدثني كيف نعرف الصحبة الصالحة وكانت تقول جُمل بقيت في رأسي كبالونات هيليوم من غير خيوط، ومن هذه البالونات قولها ان الصحبة الصالحة تصلح وأن الصاحب ساحب، بمعنى الصاحب يسحب صديقه لطريقين إما للظلام ويبعدهُ عن اللّٰه، ويدمر حياتهُ ببطئ، إما للنور فيقربه لربه ودينه ويرشده على طريق الحق ويبعدهُ عن الباطل.
وهنا يأتي دور الطرف المسحوب إما أن يختار صديق الظلام الذي يقود للظلام فينعمي بصره، إما صديق النور الذي يقوده للنور ويوسع بصيرتهُ.
ويمكن ان يتوجه سؤال لذهنك عزيزي القارئ، كيف يمكننا معرفة صديق الظلام من صديق النور؟
ولهذا جواب واحد وهو "المواقف" ، كنتُ عندما اسأل امي تقول لي هذا الجواب ولكن كنت اتسائل عن هذه الأجابة فكيف يمكن لموقف أن يكشف نية شخص المخبئة في قلبه؟، فكيف يستطيع موقف فعل ذلك؟، وكيف يمكن أن اخسر صديق الروح بموقف؟
ولكن عندما بدأت تجربتي في الحياه عثرت على جواب لهذه الأسئلة وايقنت انه يمكن كشف شخص من موقف وحتى من ردة فعله، فالناس معادن ولا يظهر معدن الناس الا بالصهر والصهر في حياتنا المواقف.
فالموقف أن كان سيء ام جيد يكشف نية الشخص أن كانت للخير ام للأذى، فما أروع أن نجدها للخير وبالمقابل ما اقبح أن نجدها للأذى ونجد عيوننا معمية عنهُ بسبب الثقة التي لم