هَا أَنَا ذِي أقِفُ عَلَى عَتَبَةِ قَدَرٍ مَجهُول، وَأُزَفُّ إلَى رجُلٍ لَا أعرِفُه، لَا أعلَمُ شَيئًا عَن مَلَامِحِه، وَلاَ عَن مَا يُخفِيهِ قَلبُه. تُرَى، هَل سَيَكُونُ مُرعِبًا كَما يُخَيّلُ لِي؟ أم لَعَلَ اللُّطفَ يَنسَابُ مِن عَينَيه؟ أَم هَل سَيَكُونُ جَمُوحًا لَا يَحُدُّه شَيء؟ حِينَ التَقَيتهُ أَخِيراً... بَدا لِي بَعِيدَ المَنَال... بَارِداً حَدَّ التَّجَاهُل، بَل وَمُخِيفًا حَتّى! كانَتِ المَسافَةُ بَينَنَا هُوَّةً لَا تُردَم، وَظَنَنتُ أنّي أمَامَ قَدَرٍ لَم وَلَن يَبتَسِمَ لِي. لَكِن، أكَانَ ظَنِّي فِي مَحَلِّه؟ رُبَّمَا أخطَأتُ التَّقدِير، بَل وَأخطَأتُ إلَى حَدٍّ بَعِيد... فَفي هَذهِ المَسافَةِ الشّاسِعَة، اكتَشَفتُ أنّي، وَدُونَ أن أُدرِكَ كَيفَ أَو مَتى... قَد وَقَعتُ فِي حُبِّه...All Rights Reserved