
شاب فى مقتبل العمرِ، حُرِمَ من أساسيات الحياة ولم يكن ناقمًا حتى، يردد جملة واحدة رافعًا يده وهو يطالع السماء ويبتسم على آثرها بكل راحة تناقض ظروف الحياة : "مولانا تولانا " بداخله الخير والشر متساويان لا كفة تعلو فوق الآخرى إلا أمامها، يعود ذلك الطفل اليتيم وتنتشله هى من العالم القاتم الذى فُرِضَ عليه رغم استحالة الإجتماع فما هو سوى زاهد عابد فقير وهى ابنة الأسياد كما يقال ..... وعلى الطرف الآخر، هناك قرينه، بالجانب الأسود بالماضى الملطخ من بدايته لنهايته ولكنه كأى رجل يخلع درعه المحطم أمام أنثاه، فقط هى من يُسمح لها بملامسة جروحه دون أن يتأوه أو يتذمر كطفل مدلل. خشن الطباع حتى معها ولكن بقرارة نفسها تدرك بأن اللين بداخله خلق لها دونًا عن غيرها . لكن نقطة حليب صغيرة وبقعة دماء واحدة كانت سبب تغير جذرى بحياته، انقلب الشرق على الغرب وبات الشمال أقصى الجنوب، وأطيح بمن كان يمسك بزمام الأمور. تكالب الكل على سيد القبيلة وانتهكوا حُرمات عديدة وبات المجلس العُرفى العادل محط سخرية من النبلاء قبل السفهاء. فعاد مرغمًا راغبًا فى إشعال نيران تلتهم جميع أهل القرية كما التهمت فؤاده من قبل ودنست تاريخه منذ الصرخة الأولى له. صرخة الولادة بالتزامن مع نطق أحدهم للشهادة......All Rights Reserved