يحكى غبار الوقت حكايات لا يمكن للعقل تصدقها ، بأرض يغبرها رماد لصرخات محترقة ، بأرض لا يهرع أحدهم لانقاذك فيها ، بها أرواح مستغيثة تهلك بين افلاك الفناء ، و خلف جدارا واهى يرتجف أثر الصرخات و بأركان ردهة تعول مذعورة مبغوته من أثر ما اصغيت و أضمرت ، يجثم هو ببدن مهترئ على فراش بالى من لوثة الحركة ، جسده زافر بالندوب التى تلوح عليها الدماء ، و مع كل ذلك الألم و لكنه لم يضاهى ألم العزلة التى اكرهت عليه من قبل عقله الراقض خلف الخيالات و الوساوس التى تسحقه ، تهتز بداخله زكرايات ممحيه تصيبه بالاختلال و كأن مخالب الظلام تمزق عقله ، يقتنى خافقه الإرتعاب ليس مما يرى فى ذلك الكيان المخيف و لكن خوف من نسق آخر و كأنه يخشى على شيئا ما فى الخارج و لكنه لا يذكره و هذا ما يصيبه بالجنون ، فهو عذاب لا ينتهى ليله ولا نهجه المظلم فهو الطريد المذموم المستمع لاشباح السكون ، الرائى لاطياف الظلام ، المنصت لابغض الاصوات الى قلبه و هو أصوات أقدامهم التى تتجه صوبه ليعلم أنه قد حان وقت تمزقه بحجه العقار المناسب ، يجرونه بأغلال قاسية و لكن ليست أقسى من قدره الذى ألقى به فى نفايه الزمان ، فهو ضحيه بشر تشوبهم الضغينة و الحقد استباحوا لأنفسهم استئصاله من سجلات البشر ، و كأن النسيان أغلق دفاتره من الوجود .All Rights Reserved