في قلب المدينة، حيث تمتد الظلال مثل أطراف الحبر عبر الزقاقات الخافتة، وقفت المحققة الشابة أميليا ستيرلينغ عند تقاطع مصيرها بينما كانت أعباء العديد من القضايا الغير محلولة تضغط عليها، علمت أن رحلتها قد بدأت فقط. كانت ليلة باردة بدون قمر، والهواء كان ثقيلاً بالتهديد. تعلقت أنفاس أميليا في الجو البارد بينما اقتربت من موقع الجريمة، وهو مستودع مهجور على حافة منطقة الصناعة. أنوار الدوريات الزرقاء والحمراء التي توهجت على الجدران الطينية المتهاوية رسمت لوحة مرعبة. هاتف أميليا اهتز في جيبها، وكانت رسالة من حليفها الغامض في عالم الأمان السيبراني، "سيفر". الرسالة المشفرة تحتوي على لغز، وهو رصيد يقود إلى قلب مؤامرة إجرامية معقدة. بينما كانت تفك شيفرة الرمز، جرت قشعريرة على ظهرها، لأنها ألمحت إلى حقيقة مخفية كانت تطاردها لسنوات. بجوارها المفتش تشارلز هوكينز، منه رجلها وصوتها في عاصفة الجريمة، نظر بنظرة ثابتة علي المشهد. وجهه المجعد، الذي حمل علامات الخبرة علي مر السنين، لم يظهر أي عاطفة، ولكن عيونه احتفظت بقصة لا يعرفها إلا هو.. بينما استمروا في استكشاف لغز هذه الليلة، كانوا غير مدركين للمشاهد الصامت في الظلال، وهو عبقري الجريمة مهرب الذي استمتع بلعبة الفأر والقط. المدينة احتفظت بزفيرها، لأنها
8 parts