للساهرين ليلًا اللذين غادر النوم جفونهم، لكل من ترك له أحدهم جُرحًا مازال ينزف، لكل من يقضي ليله في البكاء ودموعه على وسادته ويضطر نهارًا للمقاومة، لكل من كان منبوذًا من أهله، أصدقاءه، حتى من صورته أمام المرآة الساخرة منه، لكل من سبب له أحدٌ جرح ولو باللفظ ولم يرد له الإساءة بالإساءة خوفًا على مشاعره، وفسَّره الآخرون ضُعفًا وجُبنًا!. لكل من فاض الألم به ولم يعد التحمُّل وسوَّلت له نفسه بالإنتحار يومًا ولم يفعلها خوفًا من عقاب ربِّ السماء؛ ولكنه لازال يُعاني، لكل من سُرِق منه حقه في الأختيار، حلمه ولكنه مازال يسعى، لكل من تطوف أرواحهم بين ذنبٍ وتوبة، وخوفٍ من زوال الستر!، لكل من عاهد الله على ترك ذنبٍ ما ولم يستطع ولكنه يجاهد!، لكل من تاب وترك ذنبه ولكنه مُضطربٌ خوفًا من عدم قبول توبته! لكل من أجبرتهم الأيام على ترك أحلامهم والسعي الإجباري، من يطمح لتحقيق حُلمه ويعمل بلا توقف لأجله، ولا يعلم هل سيصل أم لا ولكنه لازال يعمل بقلبٍ مُضطرب!. اتظن من أنعم عليك بالستر، الصحة، العقل، الأهل، الصبر كُل تلك السنوات ولا تزال مُحاط بلطفه وكرمه سيُضيعك الآن؟ حاشاه سُبحانه... إنه هو " اللطيف الخبير" البداية/ 22/8/2024All Rights Reserved