وبينما كنتُ في حيرت من أمري، مرّت هي، مشتتة كلّ تفكيري. هيفاءً ممشوقة القد. وخُطاها كأنه نقر على سطح الماء. وأصابعُ يدها كأنها منحوتة من العاج. والأنامل في حمرتها كالورد. وأمّا شعرُها ليس بمسدول ولا مشدود بل على شكل ربطة الفرس. تسبقه هي، فيلحقها، وهي تبتسمْ. لقد أحببتها مذ رأيتها أوّل مرّة، وأظن أنّ قلبي، الأحمق، لا يزال يخفق بحبّها. ولكن، كيف أنسى تلك النظرة الدونية، حين وقفتُ على طاولة المطعم أدوّن طلباتها وعائلتها، وأُلبي رَغَبَاتِهِمْ في تلك الأُمسيّة المشؤُومة.