إنها الثانية و النصف بعد مُنتصف الليل. و لا شيء مُستيقض سوى أفكار نيكولاي التي أثقَلت رأسه، و لا يزال يبحث عن سببٍ مُقنع يفسّر شتات أفكاره أو شيئاً ما وراء شعوره السيء. كان في العشرين من عُمره،حيث يُفترض به أن يكون مليئاً بالحيوية و مفعماً بأطياف الآمال،بيد أنه كان يعيش واقعاً سوداوياً يناقُض ربيع شبابه! لم يكن يدرك أن هُناك رابطة بين ما قاساه قبلاً و ما يعيشه الآن. حملقَ في القمَر بعينيه المُختلفتي اللون كانتْ اليُمنى بلون البحْر إذا لمحت أحداً دخلت إلى شغاف قلبه...و الأخرى بسواد الليل تعكس ضوء القمر الذي يتأمّله نيكولاي ليلة اكتماله. يتنفس هواء روما العليل علّه يُلطف ما غزا قلبه من حرّ أليم يستذكر آخر حواراته مع صديقه المُقرب فيليب -ما هذا البؤس يا نيكولاي؟ هيا انهض من على سريرك و قُم إلى الحياة. -إنها لا تستحق أن أمضي فيها سوى خائباً مُمتلئاً بكلمات الشتيمة التي رمتها عليّ أمي صباح هذا اليوم. ناهيك عن تصرفات أبي التي تخلق مني شخصاً عدائياً و لا يهتمّ لأحد سوى نفسه. إنهم لا يثقون بقدراتي و لا يعطونني أي تقديرٍ سوى أنني فتى مراهق لا يصلح لشيء سوى التسكع في الشوارع -هوّن عليك يا صديقي أنا هُنا بجانبك،كظل جسدك و روحه لا عليك أنا أثق بك و أؤمن بقدراتك...ستصبح شخصاً عظيماً في المُستقبل يا نيكولاي. أAll Rights Reserved
1 part