لطالما كانت أماندا روسُّو فتاة عنيدة، حين نهرتها والدتها عن ارتداء القمصان الزهرية الخاصة بقداس يوم الأحد للمدرسة، كانت تأخذهم خلسة وتضعهم بحقيبتها لتغير ملابسها في الحمامات قبل بداية الحصص. أو حين حذرتها من قص شعرها الطويل الناري الذي كان يصل لوسطها وإلا ستحرمها من مصروف عام كامل، ورغم ذلك لم يتعد طول شعرها ذقنها في اليوم التالي. ولن نتحدث عن قسم والدها بأنه سيرميها خارج المنزل إن تجرأت وحصلت علي ذلك الوشم الذي أرادته في عيد مولدها الثامن عشر. ذلك الوشم الذي ما زال حتى يومنا هذا يزين جيدها. لذا؛ كان من الطبيعي توقع أنها حين خضعت لهم بدخولها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ لدراسة الهندسة الحيوية، أن هناك عاصفة تمرد قادمة نحوهم وبقوة. وقد كان، فقد أنهت دراستها وأعلنت أنها ستعمل في مقهى ليمينال الشهير الخاص بجدها الذي عفا عليه غبار الزمان بعدما أهمله والداها بعد وفاة جدها، وتركوا حفنة من الشباب يعملون به فقط للحصول على بعض الدخل منه. ما لا يعرفه الجميع بأن مقهى ليمينال مميز... ليس لأنه كان ذات يوم أفضل وأشهر مقهى في شارع سيدني وليس لأنه يحمل مكانة خاصة في قلبها لما يحمله من ذكريات، بل لأن زواره من نوع خاص، نوع لا يعلم بوجوده أي أحد منا. مشاركة ب #مسابقة النوفيلا الحرة ٢٠٢٤All Rights Reserved