حين يكون الزمان ليس زماننا، والأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، حين نشعر بأن كلماتنا لا تصل، وأن مدن أحلامنا ما عادت تتسع، هنا يكون الرحيل بصمت، هو أجمل هدية نقدمها لأنفسنا كي نختصر بها مسافات الألم والإحباط والفشل، قد تحتاجُ أحياناً لإغماض عينيك وتجاهل وُقُوع شيء ما، موقف أشخاص، ردة فعل، عبارات، شيء لم تتوقعه فقط، لتكُون بخير. عندما تشعر بأنك أصبحت غريباً بين من تنتمي إليهم، وعندما تشعر بأنك غير مرغوب فيك، وعندما ينسون إحسانك إليهم ولا يتذكروا ويضخمون أي خطأ منك، شعور صعب عندما لا يشعر بمعاناتك الأخرين وتصطدم بالواقع المر ويتوه منك الكلام وتذرف الدمع حسرة وتكاد أن تصرخ، أنا منكم كيف تتركوني، لماذا أصبحت القلوب ضيقة والمفاهيم مغلوطة والظلم سائد والحقيقة مرة ومهزومة؟ بكل ما أعطيتهم من جهدك وحبك تجرح كرامتك الثمينة من بشر غطت على قلوبهم غشاوة الحقد والطمع ودخلوا إلى عالمك فانتهكوها، فهل تقرر الرحيل؟
1 part