هِيَ وَقَفَتْ بَعيدًا تُراقِبُهُ بينَما يَمسحُ على رأسِ حِصانِهِ وشفتاهُ تَنسِجُ كلماتٍ لَمْ تَصِلْها بِسَببِ صوتِ المَطَرْ. ثُمَّ ما هِيَ إلّا ثوانٍ حتى التقت عسليّتاها بزرقاوَتَيهِ المُشِعَّتانِ في الظَّلامْ، نظراتٌ مُستَنكِرَةٌ مِنهُ وَنَظَراتٌ مُندَهِشَةٌ مِنها. "ما الذي تَفعلينَهُ هُنا؟" هو أبعَدَ كفَّ يدِهِ عن رأسِ الحِصانِ يَحثُّ خُطُواتِه نَحوَها، وهي أرادَتِ الهَرَبَ لو لا أنَّها جَفَلَتْ بسبب ملمسِ المَعدِنِ المُبتَلِّ الحادِّ عِندَ عُنُقِها، لينبسَ الرَّجلُ مِنْ خَلفِها بِشَرٍّ كبير: "إيّاكَ وَالحَراكَ وإلّا غَرَستُ هَذا الخِنجَر في عُنُقِها!" اهتَزَّ جَسَدُها وارتَعَشَتْ نظراتها التي تتبادلُها مع ذلك الغَريبِ المُتَّشِحِ بالسَّوادِ تَزامُنًا مع صوتِ البرقِ وَوَميضِهِ الذي ظَهَرَ في السَّماء. وبالرُّغمِ مِن أنَّ هيلينا تُعاني بالفِعلِ مِنْ رُهابٍ تِجاهَ البَرقِ تَجهَلُ مَصدَرهْ، إلّا أنَّ عَسَلِيَّتاها بَقيَتا مُتَعَلِّقَتانِ بِزَرقاوَتَيّ ذَلِكَ الغَريبْ، أما عَساهُ يَرُدُّ لَها جَميلَها بإنقاذِها مِنْ خِنجَرِ هَذا الرَّجُل؟ . . . . الرواية مجرّد خيالٍ كانَ يجوبُ بينَ ثَنايا عَقلي، من يوهِمُ نفسَهُ بمشاعِرَ تافِهةٍ بسبب محضِ رواية...هذا ليسَ مَكانَك! و
7 parts