سيأخذك هذا الكتاب على ظهره و سيبسط دفتيه في عنان السماء ليحملك الى حيث لا تعلم ، حيث مملكة لم يسبق لقدميك أن وطأتها من قبل ، تستقر على سفح جبل إخترق شموخه السحب و أسراب الطيور المحلقة والغلاف الجوي ، لتلامس قممه الحادة الكواكب و النجوم السابحة في الفضاء دون هدى ، و يقال أن من يتسلقه لا بد ان يصل الى الحقيقة ، الى المرآة المصقولة التي تعكس دمامة العالم ، الى الحكم المرجوع اليه ، الى السيف الحاد الذي سيقطع نصله رقاب المنافقين من البشر ، أي أتباع سيد "الشر " بعد أن إفتروا عليها كذبا و مزقوا صورتها و زوروها كي تناسب مصالحهم و تتلائم مع رغباتهم الأنانية القذرة ، و قد قيل أن تلك المملكة المجهولة ، الزاخرة بالخيرات ، صارت بقبضة سيد الشر بعد معركة ضروس نشبت بينه و بين سيد الخير ! إنه يستعد للإقلاع الآن ، فالنتمسك بدفتيه جيدا ، حذاري أن تنفلت يديك فتقع من عليه ! (إن غلبتك نفسك الفضولية التواقة الى معرفة كل ماهو جديد و مبهم و قمت بإلقاء نظرة خاطفة لامبالية على محتوى الكتاب و إن قل ، سيطبق عليك بقوة تطحن عظامك و تذرك كحشرة داست عليها عشرات الأقدام ! فهذا الكتاب لم يُكتب لأمثالك بل لمن هم على نقيض منك ، فالترحل فورا قبل أن يصب جام غضبه عليك و يفعلها بك، فلا مكان لغير المتبصرين و أصحاب الرأي السديد هنا ! )