كنت دائمًا أرى من حولي يخافون سن الثلاثين، وكأنها نهاية العمر الافتراضي للإنسان، بل نهاية الحياة والوجود، فتراهم متمسكين بلقب العشرين حتى آخر نفس، ويأتي اليوم الموعود ويذهب رقم اثنان من خانة اليسار للأبد، ليحل محله رقم ثلاثة، وهلم جرًّا. فترى من يكتئب ومن يرفض حتى الاحتفال بهذه المناسبة، ويبدأ بين يوم وليلة في التعامل مع الحياة بمنظور مختلف، وكأنها بداية آخر فصل في قصة حياته، فيقرر أن يكتفي بالوجود، فلا يتعلم ولا يخاطر ولا يطمح، ولا حتى يجرؤ أن يحلم.