الصدفة قد تحملنا أحيانًا إلى أمواجٍ لم نكن نرى منها سوى الشاطئ الهادئ، لكنّها تغوص بنا إلى أعماقٍ موحشة، حيث نواجه فيها مخاوفنا عارية أمامنا. تلك الصدفة، التي قد تُلقي بنا في لحظة عابرة بين شقيّْ الحياة، فإما أن نجد الشجاعة لمواجهة ما نخشاه، أو أن نسقط في ظلمات الفزع، عاجزين عن الانفلات من فخٍّ نصبه القدر لنا.
كانت صدفة عجيبة تلك التي جمعت بين نور الرجل ونور المرأة في تركيا. كلاهما جاء في رحلة مجهولة الدوافع، يحمل بين طيّات قلبه أسراراً لم يكن ينوي أن يشاركها مع أحد، ظنًّا منهما أن طريقهما سيبقى وحيدًا، لكنَّ القدر شاء أن تتقاطع مساراتهما في لحظة خاطفة.
أصبحت حياتهما أشبه برحلة محمومة بين مطاردة تشتدُّ كالعاصفة، وبين نبضات قلبٍ لا تهدأ، تملؤها الهواجس والرغبة في النجاة. صارت كل زاوية في المدينة الكبيرة مصيدة، وكل خطوة يحسبانها بعنايةٍ كأنّها رقصة على خيط رفيع. هما يعرفان أن أي خطوة خاطئة قد تجلب لهما الخطر، وأن عينين تراقبهما في كل منعطف
:: و شنو لازم اخاف منككك؟
::لا تحطين راسج براسي، بعدج
صغيرة
:: ادوسه لراسك و علي، مو
مو روز الي تتهدد
:: هههههه نشوف
::أنتَ و ايدك، قرب لاخواتي
و شوف شسوي بيك، يا عار
حسافة أنتَ تنعد على زلم
" باللهجة العراقية "
بقلمي الكاتبة زهور ♥️.