"وَلَكِنْ أَلَيْسَ مَنْ يَكُونُ قَدِ احْتَفَظَ بِجَنُونِهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاة، فَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا مُتَعَيَّنًا مِنْ الْغَيْرِ، بَلْ هُوَ أَكْثَرُ الْجُنُونِ إلَى مَرَاتِبَ عُقُولِنَا الْمُحَسَّنَةِ ؟" تجيب صاحبة العيون الساحرة استاذها بعد طرحه تساؤل حول تعريفها للجنون بصوتها الهادئ الذي يضاهي جماله و رقته نسيم الصباح الذي يعانق الأذنين برقة، يملؤه السكينة والسلام، كلما تحدثت تنبعث منه أنغام الراحة والهدوء، مثل نغمة ملائكية تسكن القلوب وترسم البسمة على الشفاه , لقد كان في عينيها عالمٌ من الغموض والجاذبية، بألوانهما المغرية ،حيث انعكست فيهما أعماق الليل وجمال السحب الملامسة للأرض، مثل قطرات المطر التي تنعكس فيها أشعة الشمس، تاركة وراءها أثراً يحتل قلب الناظرين بسحره الفتان ،مهما تغزل الشخص في جمالها ما اعطاها حقها و ما كانت الا دليلا على وجود إله ابدع في خلقها ،لكنها لم تكن يوما من مؤمنين بالاله، فأي رب هذا يعطي جمالا فتاكًا لمختلة مثلها .مجرد مجنونة تحب العزف على الكمان وقراءة الكتب ذات طابع فلسفي و سياسي و روايات رومانسية كما ان للشعر نصيبا من حبها. تخيل يا عزيزي(تي) القارئ(ة) ان تستيقظ هذه المختلة و تجد نفسها قد تجسدت في أخر رواية قرأتهاAll Rights Reserved