في عتمة الضغائن و الأحقاد

*مضت أشهر على جاك وهو في السجن، والحقد والكره يتغلغل في قلبه أكثر فأكثر، باتجاه من؟! باتجاه عدوه الأول، والذي كاد يعتبره يوما صديقا له! باتجاه من؟! باتجاه ذاك لوم الذي يسمع الجميع يتحدث عنه، باتجاه من؟! باتجاه امه وابيه وعائلته، باتجاه عمه وزوجته، باتجاه مديره وعمله و منزله، باتجاه زملائه، باتجاه الأطفال، باتجاه نفسه القديمة، باتجاه كل من يذكره بماضيه و ضعفه! يرى أنه لا يستحق السجن، وأنه مجرد ضحية، يرمي باللوم كله على من أوقع به، ووزع حقده على جميع من لم يمروا بمثل ما مر به! قرر الانتقام قرر الانتقام من كل هؤلاء أبرياء كانوا أو مجرمين، بل قرر الأنتقام من كل العالم، بات يريد الانتقام من ضعفه بان يصبح هو شرير هذه القصة.
ظن بذلك أنه سيصير الأقوى فلن يستطيع أحد خداعه مجددا، ولاكنه لم يدرك كم ضعيف هو! لم يدرك كم هو ضعيف بتعلقه بالماضي هكذا و بسماحه لعواطفه بان تطغى على قلبه، ك
م هو ضعيف بمحاولة استرجاع نفسه عن طريق تدمير غيره لا أكثر ، كم هو ضعيف حتى صار دمية في أيدي الأشرار ليدمروا به أشخاص أخر، كم هو ضعيف بسماح لشيء كهذا بان يقضي على انسانيته، كم هو ضعيف لكونه يريد ان يقضي على الأشرار لا لحماية الناس، بل من أجل أن ينتقم لنفسه القديمة التي فنت أصلا، ضعيف لدرجة أنه لم و لن يجرأ حتى بالحث أو السؤال عن