فِي عَتَمَة اللَّيْل، يَتَرَاقص شَيْطَانٌ الْعِشْق بِلَا هَوَادَةَ فِي دَاخِلِي، يَرْتَكِب فَوْضَى الْجُنُون وَالْهَوَس، يَجْتَاح كُلّ زَوَايَا وُجُودِيّ بِشَرْاهه لَا تُضَاهِي. يَسْلُبَنِي مِنِّي، يُسَيْطِرَ عَلَى كُلِّ خَلِيَّةٍ فِي جَسَدِي، يَسْحَبُنِي إلَى أَعْمَاقِ الظَّلَام بِلَا رَحْمَة وَبِلَا نِهَايَة. أَشْعَر بِنِيرَان الشَّوْق تَتَقَلَّب دَاخِلِيّ كَالْبِرْكَان الْمُنْدَفِعُ، تَغْلِي الدِّمَاءِ فِي عُرْوَقي كَالْلهب الَّذِي لَا يَخْمَدْ، وَأَنَا مَسْحُور بِجَمِالك الْمُظْلِمِ الَّذِي يُشْبِهُ لَيْلَة قَمَرِيَّة تَخْتَرِقَهَا أَنْوَارٌ الشُّمُوع الْمُتَلَأْلِئَة. تُهَيْمِنُ عَلَى أَفْكَارِي، وَتَعْصِف بِعَقْلِيّ، فَأَنْت الْوَحْشِ الَّذِي تَقْبَع فِي دَاخِلِي، تَسْرِقُ كُلَّ رْشَفَة مِنْ عَقْلِيٍّ وَتَضَعَهَا فِي يَدَيْكَ الْمَمْلُوءَة بِالشَّهْوَة وَالْهَوَس. أَتَيَقَّن يَوْمًا بِأَنَّنِي أَسِيرٌ فِي دَائِرَةِ مِنْ الْجُنُونِ الْمُطْلَقُ، مُقَيَّدٌ بِقُيُودٍ الْهَوَى وَالشَّهْوَةِ، لَا يَبْقَى لِي سِوَى أَنَّ أَخْضَع لِسَحْرك الْمُظْلِمِ وَأَغْرَق فِي بَحْرٍ مِنْ الدِّمَاءِ وَالْعِشْق الْمُحْرِم. .