"إن ظللت هكذا همس فلن يصل معدتك لقمة حتى" حثت نفسها أن تسرع أكثر فقد حلت الظهيرة ولم تحصل على شيء قد يباع. لو أن العم حسين وافق أن يعطيها بضاعة من بقالته تتجول بها كالباعة وتعود له بالربح منقوص منه قوت يومها فقط لما اضطرت ان تهيم على وجهها يوميا تاركة ذلك الزقاق الضيق المخفي وراء مكب النفايات. نعم مكان مريع لكن كانت تضمن ألن يطالها يد السكارى وقد تجد ما يؤكل في المكب. حسنا لن نظلم العم حسين فالتجديدات بالبنايات حول ذلك الزقاق كان أسوأ منها فأصبحت بلا مأوى الآن. قطعت حبل أفكارها عندما رأت ذلك المنزل الفسيح محاط بحديقة زاهية بزهورها. نظرت لفستانها الوردي وقد أعطته لها احدي السيدات التي تتجول بملابس مستعملة وأكل وماء للمحتاج. لون وردي مماثل لتلك الزهور.. فريستها! راقبت ذلك العجوز وهو يخرج من المنزل والحديقة بأكملها - آه ولو يغلق بوابته أيضا! إنه ليوم سعدي. لم تتريث لشدة حماسها وأسرعت نحو ضالتها لا ترى أمامها سوى تلك الزهور. لا تعلم بكم ستبيعها لكن الأكيد أنها ستحصل على الأقل على شطيرتين من الفلافل. لحظات بسيطة وكانت تقطف ما استطاعت من الورد والضحكة من الأذن للأذن - لا تبتئسن زهراتي! ما إن أصبح غنية سأشتريكن كلكن وقتها وأستمتع برائحت... لم تكمل جملتها إلا وصرخات العجوز صوبها أفجعتها. قفزت مكانهاAll Rights Reserved
1 part