نرسيس حسب الأساطير الإغريقية هو صيادٌ أُشتهر لجماله، كان مغروراً وفخوراً بنفسه لدرجة تجاهله وإعراضه عن كل من يحبه؛ لُوحظ تصرفه ذاك وأُخذ إلى بحيرة حيث رأى انعكاس صورته فيها ووقع في حبها دون أن يدرك بأنها مجرد صورة، أعجب بصورته لدرجة عجز فيها عن تركها ولم يعد يرغب بالعيش وبقي يحدّق بصورته إلى أن مات . *** وفي هذه القصة كان هو نرسيس الرسام الإيطالي من وقع ضحية أمام سحر عيني صحفية فلسطينية ملثمة ليتبين أنها أكثر من صحفية وأنه أكثر من رسام . هي إنعكاسه حاول مرارا ترجمة هذا الإنعكاس رسما فلم يستطع ووقع في الهوس فلم يشل أعينه عنها وفي كل مرة يوشك فيها على السقوط تنقذه فيتجدد عقد تعذيبه المستمر بلا هوادة . تنجح في سحبه نحو الهلاك ويتجسد له الموت جسدا وصورة فيملؤه العشق بدل الرعب وحين توشك أنفاسه على الإنقطاع تتركه وشأنه كجلاد يوقف السيف فوق الرقبة عازفا عن قطع الرأس هكذا كانت هي تفعل . توقظه من قعر اليأس وهو محاط بلوحات تشير دائما وأبدا لفشله المستمر في جعلها رسمة بين يديه أعينها تلك سلبت منه كيانه وإستعصى عليها أن تمنحه القليل في المقابل أفي الهوس أخذ وعطاء ؟ لا أحد يدري ولا حتى هو فكل ما يشغله أن نشرتها قد تنتهي في أي وقت . كان يصر على منح لوحاته أفضل إضاءة وأفضل وضعية جلوسTodos os Direitos Reservados