كان يا مكان بين طيّات الدّهر وغابر الأزمان حيث التقتْ الأحلام بالواقع وتجسّد الخيال على أرض الحقيقة.
لجأ جلُّ النّاس آنذاك إلى السّحرة طمعاً وجشعاً لتلبية أمانيهم ومتطلّباتهم القذرة متناسين عواقب الاستعانة بأبناء الظّلام وقواهم الّتي لا تجلب سوى الشُّؤم والكمد.
عبقت الأرض بمتاجر السّحر وانتشر أبناء الظّلام في بقاع الأرض كلّها فأصبحوا يضاهون الحصى عدداً، ما منحهم السّلطة والقوّة المطلقتين على جميع المخلوقات..لكنّ هذا التّهديد الجليّ لم يُفلح بإيقاظ نفوس الناس الخامدة وانتشالهم ممّا هم فيه من دجن، على العكس زادهم ذلك إصراراً وغدوا يسافرون مسافاتٍ طويلةٍ لا يتقبّلها عقل ولا يحتملها نفر فقط كي يستعينوا بوهم السّحرة الّذي يعميهم عن سنا الحقّ والحقيقة دافعاً إيّاهم للغرق في الظّلام والظّلم أكثر فأكثر ممّا هم مسبقاً.
وفي مكانٍ ما بين الغابات والأنهار حيثُ عبق اللاڨندر والليلك مع نفحةٍ من الأعشاب الجبليّة شمخ متجر السّاحرة ڨِيوليت كمنارةٍ تضيء الدّروب وترشد الضّائعين لكن ليس للنّور..بل تنير لهم الدّروب المظلمة وتزيدها نفوسهم ظلاماً