فِي بيتٍ مملوءٍ بالكَراهِيَةِ والحِقد، يُزرع الأطفال الذكور على حَقنِ الدماءِ ونَهبِ الأرواح، وتُساق الفتيات منذ الصغر إلى دروب الخُضوع والعُبودية. صَغِيرُهُم يَقتلُ المَساكِيْن دونَ وَجل، وكِبارُهُم يُصفِّقون ويُباركون له، ونِسَاؤُهُم يُزغردنَ لذِبْحِ البريءِ كأنه عُرسٌ مأجور. طُغْيَانُهُم عاصفةٌ من القَتْلِ والسَّلْب، مَالُ الفَقِير يُنهَب، حَقُ المَظْلوم يُصادَر، والرَشَاوي تُشترى وتُباع في أسواقِ الفساد. كَسرُ اليَتِيم يُباح، واغتِصابُ النِساء صار عرفًا مَسمُوحًا، وسرقةُ المُحتاجِ حقٌ مكتسب، وذَبْحُ الأرواحِ لعبةٌ تُمارس بلا خَجل. لكن، مِن بين حُشودِ الجَعاسِيس، خَرَجَت ذِئْبَةٌ تَمَرَّدت على قوانينِ الطُغْيان، رُبِّيَت على الخُضوعِ والإذعان، لكنها استكبرت بقشيبةٍ شامخة، تأبى الانحناء. حاولوا كَسر أنفِها المُتعالي على عُبوديتهم، لكنها جَبَرته، ونهضت بضراوة الذئاب، تُقاتل بلا هَوادة. لا اليأسُ ثَوبُها، ولا الأحزانُ تُطْفئُ نيرانَها، جِراحُها عَنيدة، تلتئمُ بلسْعِ النار، رحيمةُ الفؤاد، صَادِقةُ القَوْل، لكنها عاصفةٌ إذا اشتعلَتْ، لا تترك إلا الرماد غوصوا مَعي لماذا تريدون وصفًا؟أليس الغوص أسَهل مِن الوَصف الغَامِض؟ لا أسمح بہ أخذ أي شيء مِن روايتي أو نقلُهاAll Rights Reserved