تحت وطأةِ العَسَرةِ، تَكابدُ فتاةٌ بائعةُ الخُبزِ جُهدَها في سبيلِ قوتِ يومها، تاركةً شمسَ الضحى تُسْرِفُ شعاعَها على جدرانِ مخبزِها المُتواضعِ. وإذْ تَلقيَتْ أذنُها صدى خطى قادِمٍ، هَلَمَتْ عيناها نحوَ البابِ، فَكَشَفَتْ عنْ شابٍ يَطرقُهُ بِيدٍ مُترددَةٍ، يَبحثُ عنْ مأوىً يَقيهِ سَطوةَ الزمانِ. تَقابلَتْ أَبْصارُهُما، فَارتَجَفَتْ شَفاهُهُما، وتَداخلتْ قَصصُهُما، دونَ أنْ يُدركا رُبْطَ القَدَرِ بينَ خيوطِ حَيَاتِهِما. فَكُلما ازدادَتْ قَسوةُ العَسَرةِ، ازدادَتْ شَدةُ لَوْمَةِ العشقِ على قَلبيهِما، يَسْتَعِدُّ لِمُواجهةِ جُرحٍ لا يَداويَهُ إلا لقاءٌ مُحَلَّمٌ. فهلْ يُبْصِرُ عَيْنُهُما حقيقةَ مشاعرهِما، ويُبْحِرُ قاربُ حُبّهِما في مَوجِ الهَناءِ؟ أم تُقْصِمُ قسوةُ الأقدارِ حبلَ وُصْلِهِما، وتُبْقيَهُما وحيدَينَ في بحرِ الفقدِ؟ "منذُ وَقَعَتْ أبْصاري عليكِ وأنتِ صِرتِ جُزءًا منّي. عيناكِ لا تُفارقاني، صوتكِ باتَ عذابي، أنتِ أصبحتِ عذابي، وقلبي لا يَنْبضُ إلا لكِ أنتِ. أنتِ فَقط لا غير."All Rights Reserved
1 part