نظر مجداد إلى اللوحة العملاقة أمامه كانت الوحيدة التي جمعتهم معًا هو وإخوته الثلاثة الذكرى الأخيرة لعائلة تلاشت في العدم ركع أمامها ضحك بجنون ضحك حتى انقطعت أنفاسه لكن الضحك لم يكن سوى قناع هش خلفه صمت ثقيل خنقه للحظة قبل أن يتمتم بصوت مرتجف لقد أقسمتم ألا تتركوني وحيدًا
لكنهم رحلوا جميعًا
سيلٌ من الدموع انحدر على خديه لم يكن البكاء كافيًا ليطفئ النار المشتعلة في صدره كان يردد بصوت مكسور لقد أخلفتم وعودكم جميعًا
ثم نهض عيناه تحملان كل الظلام الذي زرعه الفقد داخله لم يعد هناك مكان للأمل لم يعد هناك شيء ليتمسك به سوى الفراغ
ورحل وهو يحمل الخوف واليأس كان يريد شيئًا واحدًا فقط أن يعود إلى عائلته حتى لو اضطر إلى عبور الجحيم