لاهثًا بين الوريقات المخضرة ، عسليتاه تخرق كل شبر في المكان كما هو حال خصلاته المشتعلة ، تنقّب عن رفيق عمره الذي ابتلع بوسط الغابة المشؤومة ، يكاد يعض اصابعه ندمًا ، أوليست تلك نتائج قراراته بأخذ أرواحهم في مغامرة مجهولة من كل ناحٍ ، لقد رأى اثناء حياته عددًا لا يحصى من الغرائب ، لكن هذه الغابة تحرقهم جميعًا ، فمن ذا الذي يرى ذراع نبتة شائكة تلتف حول بني آدمَ وتبتلعه للآفاق ، ذلك الذي رآه يحصل مع رفيقه المشقرّ ، ومن هلعه يكاد يرى شريط حياته يمر من بين عيناه مرًّا ، يدور بأرضه باحثا ، يفلُق الشجيرات بينما قطرات الندى تتسرب تحت ناصيته راشقةً ثلج جبهته
" إيفان" خرجت همسًا من بين شفتيه ثوانٍ قبل أن تلمع حدقتاه انعكاسًا لوهجٍ يمزج اللونين ، فيروزًا وتركواز
بوابةٌ تأخذ شكلًا بيضاويًا ، وهجها يرشق الآفاق، يمحو خضرة الاشجار حولها ليكسوها بألوانه ، على محيطها تزحف ندفٌ من ايادِ وسيقانِ اشجارٍ خضراء نفلية
تسبح دواخلها في دوّامٍ ، غبارًا سحريًا في هيئته
تلك هي
" لوبيديان"
"دعنا نذهب في مغامرة يا صاح"