عيونٌ تحمل كونًا منهارًا في قلب الليل، حيث يختنق النور وتدور الأجساد حول نار الوجود الباردة، تظهر عيونها كأفق مسروق من سفر الخلاص. ليست ناظرات، بل شهبًا ساقطة تحت جلد الظلام. عيونٌ تحمل مكتبةً من الأسرار المغلَّفة بغبار القدم، تتنفس ألمًا كنشيج كمانة في صحراء اللامعنى. هذه ليست رواية حب، بل اغتصاب للسماء بأظافر الوجع هنا، حيث يتلاشى الحجاب بين: الرغبة: نهرٌ من لظى يجرُف كل ملامح البراءة والألم: بحرٌ متجمِّد يحتضن أشلاء الذكريات في هذا العالم المُعطَّر برائحة الانهيار، تصطدم النظرات كسيوف متقاطعة. الهمسات تتحول إلى رموز مسمومة تختلس أنفاس الوعود قبل أن تولد. العاشقان هنا ليسا سوى: جرحين متعارضين يتبادلان نزف الخوف على مذبح اللامبالاة، أو رقاصين في ساعة مكسورة، يرقصان على حافة انفجار الكون. الحب.. أو ما تبقى منه ليس ورديًّا، ليس نعمة. هو سرٌّ مدفون تحت أضلاع القلب. هو: عقدة حبل تُشَد حول عنق الزمن، رماد فراشة تُحلق حول شمعة الذات، رسالة عطر تُرسل إلى عنوانٍ ممحو. الأرواح الهاربة تلتقي في ملعب الظلام تتبادل أسئلةً كأشباح تتعلق بحطام مركب غارق. هم لا يبحثون عن إجابات، بل عن لحظة واحدة تجعل العبء يبدو كمظلة من حرير تحت مطر الوجود القاسي.All Rights Reserved