في عام 1850، تحولت قرية "العاقير" إلى مقبرة مفتوحة، لا ينبت في حقولها سوى الموت، ولا يملأ هواءها سوى الهمسات المخيفة عن "النداهة". لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت هذه المرأة المسحورة كائنًا من الجن أو روحًا ضائعة، لكن الجميع أيقن أنها ليست من عالم البشر. الخوف استوطن القلوب، وكأن الظلام قد عقد حلفًا مع القرية، يحكمها بالرعب ويغمر كل بيت بسكينته القاتلة. لم يعد من خيار أمام الشيوخ إلا إرسال خمسة من أشجع شباب القرية في رحلة محفوفة بالمجهول، لطلب النجدة من الحاكم في المدينة البعيدة. كان الرجال يحملون على أكتافهم آمال القرويين، لكن الطريق سرعان ما كشف عن وجهه المرعب. إذ لم تكن الرحلة كما تخيلوها؛ فقد قادتهم أقدامهم إلى أبوابٍ غامضة تفصل عالم البشر عن "العوالم السبع". كل باب فتح لهم عالمًا أكثر غرابة وأشد ظلمة. هناك، في تلك العوالم، تعيش كائنات لا تعرف الرحمة. خلف كل ظل، تكمن أسرار لا يجب أن تُكتشف، وأهوال لا يقدر عقل إنسان على استيعابها. في صراعهم من أجل البقاء، لم يكن الموت هو العدو الوحيد، بل كانوا يقاتلون قوى خفية قادرة على انتزاع أرواحهم من الداخل، تاركة أجسادهم كدمى خالية. شيئًا فشيئًا، تقودهم الأقدار نحو مملكة الجن، حيث يجلس ملك العوالم السبع على عرشه، يراقبهم كصياد ينتظر اللحظة المناسبة للإيق