كُنْتُ مُتْعَبَةً جِدًّا، أَحْمِلُ ثِقْلًا لاَ يُوصَفُ فِي صَدْرِي. حَاوَلْتُ أَنْ أَصْرُخَ، أَنْ أُخْبِرَ العَالَمَ بِوَجَعِي... وَلَكِن صَوْتِي مَخْنُوقٌ، كَأَنَّ غُبَارَ السِّنِينَ تَجَمَّعَ فِي حَلْقِي. أَحَاوِلُ أَنْ أَهْرُب، لَكِن قَدَمَايَ... كَأَنَّهُمَا تَخَلَّتَا عَنِّي. أَحَاوِلُ المَسِيرَ، أُحَاوِلُ، وَأُحَاوِلُ، وَلَكِن دُونَ جَدْوَى... سَيَجِدُونَنِي. أَعْلَمُ ذَلِكَ. الرُّعْبُ يَتَسَلَّلُ إِلَى أَعْمَاقِي، يُحَاوِلُ قَتْلَ كُلِّ بَارِقَةِ أَمَل. اِلْتَفَتُّ يَمِينًا وَشِمَالًا، أَبْحَثُ بِيَأْسٍ عَنْ مَأْوًى... مَكَانٍ يُخَبِّئُنِي عَن أَنْظَارِهِمْ. وَلَكِن نَظَرِي... بَدَأَ يَخُونُنِي، يَتَلاَشَى شَيْئًا فَشَيْئًا، حَتَّى غَرِقْتُ فِي الظَّلاَمِ. لَمْ أَعُدْ أَرَى، لَكِنِّي مَازِلْتُ أَشْعُرُ... أَشْعُرُ بِأَيْدٍ بَارِدَةٍ تَحِيطُ بِي، تَقْبِضُ عَلَيَّ، تَسْحَبُنِي بِلَا رَحْمَة. تُحَرِّكُنِي كَمَا تُرِيدُ، كَأَنَّنِي دُمْيَةُ قُماشٍ بَلِيَتْ... بِلَا إِرَادَة، بِلَا صَوْت. أُرِيدُ أَنْ أَهْرُب! أُرِيدُ أَنْ أَصِيحَ: "تَوَقَّفُوا!" أُرِيدُ أَنْ أَعُودَ لِأُمِّي... أُرِيدُهَا أَنْ تَحْضُنَنِي كَمَا كَانَتْ تُفْعَلُ فِي صِغَرِي.All Rights Reserved