**مقدمة رواية "لقاء تحت الأضواء البيضاء":**
تتراقص الأضواء البيضاء في سقف غرفة الطوارئ، كأنها تحاول أن تمنحها شيئًا من الأمل وسط ظلام الألم الذي يكتنف قلبها. كانت نغم مستلقية على السرير البارد، جسدها الهزيل بالكاد يستجيب لما حوله، لكنها كانت تدرك تمامًا أن شيئًا قد انكسر بداخلها تلك الليلة. كانت تلك اللحظات الأولى التي تلت الاعتداء، لحظات اختلط فيها الخوف مع العجز، والألم مع الصمت.
وفي تلك الزاوية البعيدة من الغرفة، وقف الدكتور عمر يتأمل نغم بعينين مليئتين بالحيرة والأسى. لم يكن مجرد طبيب يؤدي واجبه؛ كان يعرفها من قبل، معرفة سطحية ربما، لكنها كانت كافية لتهز كيانه عندما رأى ملامحها المكسورة. كان الزمن قد فصل بينهما، لكن القدر جمعهما مرة أخرى تحت هذه الأضواء القاسية، وكأنها تشهد بداية قصة جديدة، مختلفة عن كل ما عرفوه من قبل.
في تلك اللحظة، أدرك عمر أن ما يربطهما لم يكن مجرد معرفة سابقة أو مصادفة. كان يعلم أن عليه الآن أن يكون أكثر من مجرد طبيب لها. عليه أن يحميها، أن يكتشف ما حدث، وأن يساعدها على شفاء جروح أعمق من تلك التي يمكن أن تعالجها أيديه الماهرة.
لم يكن لقاءهما تحت الأضواء البيضاء مجرد لحظة عابرة، بل كان بداية طريق طويل، طريق مليء بالتحديات والحقائق المرة، لكنه قد يكون أيضًا الطريق ن