هي فتاة بشعرٍ أحمر كاللهب، ليس مجرد لونٍ بل نذيرُ اختلافٍ سيَحِّل علي عالمها ، في ملامحها غموضٍ ، كأنّها أتت من صفحةٍ ممزقة من كتابٍ نُسي في عالمٍ لا يخصها.
تمشي وكأن الأرض تتهامس من تحت قدميها، تتجنبها النظرات... فتاةٌ منبوذة لا لأنّها شريرة، بل لأنّها مختلفة.
جاءت من عالمٍ آخر، لا يُشبه عالمنا، يحمل في طيّاته قوىً قديمة تتنفس في صمت.
وعندما التقت بالفتاة الأخرى العادية ظاهرياً من عالمنا، بدأ التوازن يختل، وكأنّ العالم الآخر كان ينتظر هذا اللقاء.
الفتاة الثانية كانت نقيضها: دافئة كأول شعاعٍ بعد ليلٍ طويل، تنظر للعالم بعينٍ حانية، تخاف لكنها تمضي، تجهل لكنها تصغي.
ومن بين اختلافهما، وُلدت الرحلة:
رحلة إلى عالمٍ لا يُقاس بالمسافات، بل بالعجائب، عالمٍ يذوب فيه الواقع في الخيال، ويُبعث فيه المجهول من نومه الطويل.
وهناك، بين جبالٍ تضيء، وغاباتٍ تتنفس، يقابلان وجوهًا جديدة، وجوهرًا أعمق:
أن القوة لا تأتي من المكان الذي وُلدت فيه، بل من اليد التي تمسك بيدك حين تخاف.
في عالمٍ لا تُرى فيه الحقيقة إلا بالدموع،
وفي زمانٍ تتحدث فيه الأرواح إن صمت البشر...
تبدأ ليورا رحلتها لا بحثًا عن الحب،
بل عن الصدق، والذات، والنور الذي لا يُطفأ.
ممزقة بين الطفلة الحالمة، والمرأة المجروحة، والمحارب الصامت...
تدرك ليورا أن النجاة لا تعني أن نكمل...
بل أن نُسامح، ونُحارب، ونُحب أنفسنا... حتى النهاية.