في زقاق ضيق تنبعث منه رائحة المطر الخفيف، كانت ماريا تسير ببطء، تفكر في أحداث يومها. كان الليل قد أسدل ستائره، ولكن ضوء القمر كان يكشف عن ظلال الأشياء في محيطها. وفجأة، لاحظت وجود شخص واقف في نهاية الزقاق. كان يحمل غطاء رأس يخفى ملامح وجهه، مما جعله يبدو غامضًا. اقتربت ماريا بحذر، كل خطوة تأخذها كانت تخفق فيها قلبها. لم يكن هناك سوى صمت الليل الذي يحيط بهما. "مرحبًا، هل يمكنك مساعدتي؟" قالت بصوت خافت. نظر إليها الرجل برهة، ثم ابتسم ابتسامة غامضة. "ما الذي تبحثين عنه في هذا المكان المتنكر؟" سأل. شعرت ماريا بشعور غريب، لم تكن تعرف إن كان يجب عليها أن تشعر بالخوف أو الفضول. "أبحث عن شيء مفقود... ربما يكون أملًا، أو حلمًا نسيت كيف أعيشه." تحدث الرجل بصوت منخفض، وشرح لها كيف أن كل شخص يحمل سرًا يسعى لتحريره. "الجواب الذي تبحثين عنه، ليس بعيدًا. عليك أن تجرئي على مواجهة مخاوفك، وأن تتجرئي على السير في المجهول." تسارعت أفكار ماريا، وكانت الكلمات تلمس أعماق روحها. "كيف يمكنني ذلك؟" سألت. أشار الرجل إلى النفق المظلم الذي يخرج من الزقاق. "بالإيمان بنفسك، وبدون خوف من المجهول." فجأة، غمضت عينيها وأخذت نفسًا عميقًا، ثم اتجهت نحو النفق. عندها، شعرت بإحساس غير عادي بأن الأمور بدأت في التحول. وعندما فتحت عينيها مرة أAll Rights Reserved