تعيش في عالمٍ صنعته لنفسها، حيث الوحدة ليست عزلة بل مملكة لا يجرؤ أحد على دخولها. عيناها تحملان سرًا عميقًا، كأنهما مرآتان تعكسان شيئًا لا يُرى ولا يُفهم. تهمس لنفسها بحقائق لا يعرفها سواها، تُخفي خلف صمتها قصصًا لا تنتمي لهذا العالم. تُؤمن بأن الوحدة ليست ضعفًا، بل قوةً خفية، تمنحها السيطرة على روحها التي لا يمكن لأحدٍ أن يقترب منها. الوحدة لها ألوانٌ غامضة، تلبسها كدرعٍ يحميها من ضجيج العالم، وتُسافر بها إلى أماكن بعيدة لا يصل إليها إلا من يفهم لغتها. . . . ولد بعيون ترى ما وراء الظاهر، لا يؤمن إلا بالحقائق، حيث تُعد خياله عدواً لدوداً. عقله ميدان لمعركة دائمة بين الفطرة والعبقرية، فهو العاشق الأزلي للذكاء، ينصت لصوت المنطق في عالم يموج بالفوضى. هدوؤه ليس سوى قناع يخفي عمقًا من التفكير المعقد، حيث كل فكرة تتداخل مع الأخرى لتشكل شبكة من الغموض لا يمكن فك طلاسمها بسهولة.