كانت ليلة ساحرة، القمر يستعرض حلته الكاملة، النجوم تومض هنا وهناك وكأنها تغازل متأملها، ومياه المسبح تكاد تتمكن من عكس اللوحة السمائية الجميلة. جلست على أحد المقاعد تحدق في الفراغ بلا تعبير، كانت مشاعرها مبعثرة في كل مكان، لم تكن تتوقع أن تؤول الأمور هذه الليلة بالطريقة التي حدثت بها.
كان شعورًا غريبًا، كيف يمكنك أن تفتقد شخصًا التقيت به لفترة وجيزة، شخصًا لا يعرفك جيدًا حتى، كيف يمكنك أن تشعر بخيبة أمل لأنه لم يعترف بوجودك. لم ترد أن تعترف بالأمر لنفسها لكن الغصة في حلقها جعلتها تدرك أنها تكذب على نفسها. من كان يعلم حينها أن صاحب هذه الغصة سيكون الشخص نفسه الذي سيحرص أن يكنز دموعها و يعد ضحكاتها.
بينما كانت الأفكار تتسابق في رأسها، كان ذلك الصوت الذي سمعته لبضع ثوانٍ فقط منذ وقتٍ مضى -لكنها لا تزال تتذكره جيدًا-، ما اخترق جسدها وأرسل صعقات من القشعريرة جاعلة جلدها ينكمش. استدار رأسها على الفور باتجاهه، ذاك الذي يقف هناك بكل عظمته يحدق فيها بكراتٍ داكنة، على النقيض من المرة الأولى التي التقيا فيها بدت دافئة للغاية عند رؤيتها.
"اذا، نلتقي مرة أخرى، ايفرلين."
جميع الأحداث والشخصيات الموجودة في الرواية هي من وحي خيال الكاتب.