*بين القسوة و الخوف*❤️‍🔥

................

"كان اليوم طويلاً وشاقاً، تسيرين على الرصيف المزدحم في مدينة صاخبة، غارقة في أفكارك، دون أن تلتفتي إلى طريقك. فجأة، تعثرتِ...

انسكبت قهوتك على بذلة رجل طويل، مهيب الملامح، وكأنه الشيطان متجسد في هيئة رجل مثالي يجمع بين القسوة والجاذبية. بدا وكأن حضوره وحده قادر على أن يوقف نبض قلبك للحظات.

صوته العميق اخترق أذنيك كحد السيف، وأنتِ واقفة هناك، عاجزة عن الرد، مشدوهة أمام هيبته.

"ما. الذي. تفعلينه؟!

كانت ملامحه قاسية، لا توحي بالرحمة. عيناه سوداء كالليل، تعكسان عالماً مظلماً يسكن داخله. شعره الداكن يتناثر فوق جبهته بطريقة عشوائية، وكأنها تعبر عن فوضى شخصيته. كل حركة منه كانت محسوبة، تعكس سيطرة مطلقة على كل ما حوله، وكأن الجميع مجبرون على الانصياع أمامه.

أما أنتِ، فكنتِ صغيرة، خجولة، لم تعتادي مواجهة مثل هذا النوع من الرجال. قلبك يضرب بسرعة، ويداك ترتعشان وأنتِ تحاولين تدارك الأمر. لكن الكلمات تخونك، وعجزك عن التعبير يزيد الموقف سوءاً. كان الخوف واضحاً في عينيك، خوف ممزوج بالإحراج والرغبة في الهروب.

"هل ستعتذرين؟" سأل بصوت بارد، وعيناه تخترقانك كأنهما تعرفان أسرارك.

لحظة من الصمت مرت، وكأن الوقت قد توقف. هل ستجدين الجرأة للكلام؟ أم أن قسوته ستغلق الباب أمام كل محاولاتك؟
............

ما