في لَحظَةٍ تَتَجَاوَزُ الوَاقِعَ، تَتَفَكَّكَ الهُدنَةُ الزَّائِفَةُ لِرِحلَةٍ كَانَت تَبدُو بَرِيئَةً، وَيُكشَفُ سِتَارُ الغُمُوضِ عَن أَسرَارٍ تَحتَفِي بِالصَّمتِ مُنذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ. الأَقدَارُ لَا تَتَشَابَكُ صُدفَةً، بَلْ تَحُوكُ مَصِيرًا مَكتُوبًا بِنَغَمَاتٍ خَفِيَّةٍ، فَتُصبِحُ اللَّحَظَاتُ العَابِرَةُ نُقَاطَ تَحَوُّلٍ تَختَبِئُ خَلفَ الوُجُوهِ الوَادِعَةِ وَالمَشَاهِدِ البَسِيطَة. بَينَ الحُبِّ الذِي يُمسِكُ بِأَطرَافِ القَلبِ وَالخِيَانَةِ التِي تَنفَذُ إِلَى الأَعمَاقِ كَسَهمٍ مَسمُومٍ، تَتَمَاسُّ البَرَاءَةُ التِي تَبدُو كَأَنَّهَا تَنتَمِي إِلَى عَالَمٍ آخَرٍ مَعَ القَسوَةِ التِي تُحَاصِرُهَا. رُوزَابِيل تَجِدُ نَفْسَهَا فِي دَاخِلِ مِتَاهَةٍ مَتَرَامِيَةِ الأَطرَافِ، تَتَصَارَعُ مَعَ الوَهمِ وَالحَقِيقَةِ، تَتَرَدَّدُ بَينَ الرَّغبَةِ فِي الكَشفِ وَالخَوفِ مِنَ النَّهَايَةِ. "هَلْ نَحنُ مَعَصُومُونَ فِي خِيَارَاتِنَا، أَم نَحنُ أَسرَى قُيُودٍ لَا نَرَاهَا؟"All Rights Reserved