كانت تعيش { زينة } فتاة العشرون عامًا مع والدتها وزوجها؛ الذي تربت علىٰ يده هو ووحيده { مَالِك } الشاب العشريني، فكانت هذه هي عائلتها الحقيقية؛ كان زوج والدتها يُمَثِل لها الأب الحقيقي وأما عن مَالِك فهو كان لها الأمان والسَنَد في حياتها. كانت { زينة } لا تعلم أي شيء عن والدها الحقيقي إلا اسمه وتعرف هيئته من خلال بعض الصور التي كانت تريها لها والدتها وهي تقوم بمحاولة فاشلة في تحسين صورة والدها في نظرها؛ ولكنها في كل مرة كانت تفشل؛ فزينة كانت لا تتقبل وجود والدها الحقيقي وأخيها الأكبر بكل الطرق؛ فهما بالنسبة لها أشخاص لا تعرفهم ولا تريدهم بحياتها. وفي لحظة؛ تفارق { خديجة } الحياة بعد صراعها مع المرض الذي كانوا يخفوه عن ابنتها، وفارقت { خديجة } الحياة تاركة ورائها { زينة } الفتاة الهشة التي تتخبط بين هذا وذاك ولا تعلم إلى أين سوف يأخذها مصيرها؛ حتىٰ تتفاجئ بنفسها تستيقظ علىٰ مكان آخر، لا تعلمه ولا تريده وتظل { زينة } رافضة للتحدث مع أي شخص ورافضة للطعام حتىٰ يتضطر شقيقها لطلب المساعدة من { مَالِك } حتىٰ يذهب لها قبل أن تفارق روحها الحياة. أما { سليم } اخ { زينة } الشاب الثلاثيني كان يصارع من اجل إخماد مشاعره التي تحركت لأخته منذ أول مرة رأها بها، ففي لقائهم الأول كان يجاهد للسيطرة علىٰ مشاعره وبالكاد منع نفسه من ضمها لصدره وهو يرتدي قناع القسوة الذي ورثه من والده أمامها. { سليم } كان من الشخصيات التي ترىٰ إن الحب وإظهار مشاعره للأخرين هو ضعف؛ وهذا تعلمه من والده الذي تخلىٰ عن زوجته السابقة وابنته الوحيدة الذي كان يعشقهم خوفًا من ظهور مشاعره أمام الأخرين حتىٰ توفت زوجته السابقة وعندما ذهب لرؤية إبنته الذي لم يرىٰ طيفها لمدة خمسة عشر عامًا؛ توقف أمامها مثل الجبل الساكن، لم يرفق بحالها؛ ولم يراعي حزنها علىٰ والدتها؛ وبخل بأن يضمها حتى!All Rights Reserved