هل يمكن للمرء أن يهرب من قدره إلى قدر آخر، أم أن كل درب يختاره كان مكتوبًا منذ البداية؟ سؤال عالق في ذهن زيد، ذلك الفتى الذي اختار الهرب بعدما تلطخت يداه بجريمة قتل. لقد قرر الفرار من عقوبة القصاص، حاملًا معه خشبة مهترئة صنع منها قاربًا، متحديًا بذلك المحيط الواسع الذي امتد أمامه كأنه مرآة لمصيره المجهول. لكن أيقدر زيد على النجاة؟ أهو فعلاً يهرب من قدر إلى آخر، أم أن القدر يلاحقه بخطوات لا يستطيع أن يراها؟ ربما يكون القدر الجديد أكثر رحمة، ربما يحمل في طياته بداية أخرى لحياته الهاربة. أو قد يكون أشد ظلمة، يخبئ له ما هو أسوأ بألف مرة مما تركه خلفه. في ذلك القرن الثاني عشر المليء بالأسرار والظلمات، حين كانت البحار ملاذًا للخائفين والمغامرين، يجد زيد نفسه محاطًا بالأمواج لا كملاذ، بل كاختبار. هل سيموت هنا، في قلب المحيط، طعامًا للبحر الذي لا يرحم؟ أم أن القدر الجديد يخبئ له مصيرًا آخر، ربما يغير حياته للأبد؟
4 parts