في قرية صغيرة نائية، حيث تتعانق الجبال مع السماء، وتحيط الأشجار الكثيفة بالمنازل المتواضعة، كانت الأسطورة تتناقل عبر الأجيال كدخان يتسرب من نار موقدة. يقولون إن هناك كائناً غامضاً يُعرف بـ "صاحب الظل الطويل"، الذي يخرج كل ليلة في أي مكان لا يوصل له الضوء، في أزقة وشوارع ومزارع وأطراف القرية وبين الأشجار.
عندما يحل الليل، تتبدل أجواء القرية، ويتسلل الخوف إلى قلوب السكان. ظل طويل يلوح في الأفق، كأنه يراقب من بعيد. يتغذى هذا الكائن على مخاوفهم، يقرأ عقولهم، ويجعلهم يواجهون أعمق كوابيسهم. كل شخص في القرية يحمل سراً، وكل سر يصبح طعاماً شهياً لذلك الظل.
حكاية صاحب الظل الطويل، أو لقب الذي أطلقوا عليه أصحاب القرية "رشكي شڤي"، كانت تُروى في الليالي الحالكة، حيث تتعالى أصوات الرياح وتغمر الظلال الأرجاء. كان يُعتقد أن رشكي شڤي ليس مجرد كائن غامض، بل تجسيد لمخاوفهم وأحزانهم، يخرج من أعماق الليل ليجعلهم يواجهون ما كانوا يفضلون نسيانه.
**الجدار المحيط بالقرية**
يبعد الجدار عن القرية كيلومتراً واحداً، ولكنه يمثل أكثر من مجرد حدود مادية. تم بناؤه بسبب حروب الذي كان يدور بين القرية في تلك الزمن، تحمل في طياتها تاريخاً طويلاً من الحماية والخوف. يبلغ ارتفاعه عدة أمتار، ويبدو كأنه يمتد إلى السماء، عازلاً