سُهاد المقابِر

كل الشخصيات هنا لا تقف.. بل تتهاوى ، تحمل وجوهًا نصفها من بشر، ونصفها من أشباحهم.
هم لا يعرفون بعد كم بقي ليتحطم منهم ، لكنّ الماضي لا ينتظر.

إنه يتكشّف كالسكين ، ويقطع الذاكرة على مهل.
ذكرياتٌ تتفسخ ، وتُدفن كجثث في زوايا عقولهم التي ترفض أن تنام.

الحب في هذه القصة ليس خلاصًا ، بل لعنة.
شيء ينخر العقل ، يُشعل القلب ليطفئ الروح.
حب سام ، يتنكر في هيئة دفء ، لكنه كالسم في فم عاشقٍ عطشان.

إن الحب هُنا لا يُزهر، بل يتعفن.
ليس وعدًا ، بل فخًا.
يمشي بخفةٍ في القلب ،
هو المرض الذي لا يَظهر على الجسد ، لكنه ينهش الروح حتى لا يبقى فيها شيء للنجاة

سُهاد المقابِر هي تاريخٌ غارق في العدم ، حيث لا يمكن للدماء أن تُنسى ،
وحيث الأرض تبتلع كل شيء بلا رحمة..
وتظل الأرواح محاصرة في صمتٍ يرفض أن
‏‎ينتهي..

احذر أن تغوص في أعماق هذه الصفحات ، فليس كل من يقرأها ينجو..
قد تُفتَح أبواب لا تُغلق ، وأرواحٌ تنتظر في الظل ، لا ترحم الغافل ،
إن كنتَ تود أن تبقى كما أنت ، فغادر الآن ، فكل كلمةٍ هنا قد تسرق منك شيئًا لن تملك القدرة على استعادته ، سيُكلفك بلوغ النهايه جزءًا منك.. سيُدفن هنا إلى الأبد .